أعراض الإصابة بجرثومة المعدة
مؤسسة تراحم الخيرية
جرثومة المعدة
هي جرثومة حلزونية الشكل، لها من أربع إلى ست (سياط)، تتلون باللون الأحمر، وتأتي إلى الجسم في العادة عن طريق الفم، لتستوطن الغشاء المخاطي المبطن للمعدة، ورغم وجود العصارة الحمضية للمعدة، إلا أن الجرثومة تتغلب على تلك العصارة، فتعلق بجدار المعدة، محدثة التهاباً في جدار المعدة أو الاثني عشر .
تفرز المعدة يومياً ما مقداره نصف جالون من العصارة الحمضية، وتلك العصارة تكون كفيلة بقتل كافة الجراثيم، وتوفير تطهير كامل للمعدة من الداخل، إلّا أن جرثومة المعدة تبدو وكأنها الاستثناء الوحيد لتلك القاعدة، أي يبدو أنها ربما تكون الشيء الوحيد، القادر على هزيمة عصارة المعدة وغلافها المخاطي الثخين.
تقوم جرثومة المعدة بالتغلب على عصارة المعدة الحمضية، من خلال إفرازها لمادة، تقوم هذه المادة بجعل محيط الجرثومة محيطاً قلوياً، وبالتالي يكون ذلك المحيط القلوي عازلاً، بين الجرثومة والعصارة الحمضية، إذاً بهذا تحصن الجرثومة نفسها، لتحمي وجودها داخل المعدة، ولا يفتك بها الحامض الحاد الذي تفرزه المعدة بكثرة .
وبفشل العصارة الحمضية في القضاء على الجرثومة، يقوم جهاز المناعة في الجسم بإرسال أجسام مضادة وخلايا ، من أجل تقويض وجود الجرثومة داخل المعدة، لكن تلك الأجسام الدفاعية التي يفرزها جهاز المناعة، لا تجدي نفعاً للأسف، وذلك لأن الجرثومة تتغلغل داخل جدار المعدة المخاطي، وتستوطن داخل الجدار، فيصبح الجدار حائلاً، بين الجرثومة والأجسام الدفاعية التي يفرزها جهاز المناعة .
تستغل الجرثومة مكوثها داخل ثنايا الجدار المخاطي للمعدة، لتقوم بالتغذي عليه، فتستمر الجرثومة في التغذي على الجدار، حتى تخترق الجدار، فتحدث التهابات حادة في المعدة، ثم تحدث القرحة.
أعراض الإصابة بجرثومة المعدة :
تتم الإصابة بجرثومة المعدة من خلال عدة طرق، إذ يمكن أن تنتقل الجرثومة إلى المعدة، عن طريق:-
الطعام أو الشراب الملوث بهذه الجرثومة، وغالباً ما تأتي الجرثومة إلى الطعام أو الشراب
عن طريق انتقالها من براز ملوث بالجرثومة
الجدير بالذكر أن نقل الدم من شخص مصاب إلى شخص سليم، لا ينقل الإصابة، بل ينقل فقط الأجسام المضادة، ويكون الفحص الدموي لديه إيجابي لكن دون إصابة فعلية، أي أننا إذا أجرينا فحص دم للشخص المنقول إليه دم مريض بجرثومة المعدة، نجد أن لديه الفحوص المصلية للجرثومة إيجابية، لكن دون وجود حقيقي للجرثومة في المعدة.
قد يعجبك أيضا
فوائد مغلي الشعير في علاج التهاب المثانة
هناك العديد من الأعراض التي قد ترافق الإصابة بجرثومة المعدة، مثل:-
الشعور بحرقة أسفل المريء، كثرة التجشؤ، والنفخة، والغثيان، والخمول، والشعور بالشبع المبكر، وانخفاض مستوى الحديد في الدم، وأحياناً قد يتحول لون البراز إلى اللون الأسود الداكن، بسبب وجود دم خفي في البراز.
الجدير بالذكر أنه في بعض حالات الإصابة بجرثومة المعدة، قد لا يشعر المريض بأي من الأعراض سالفة الذكر، ربما لا يشعر سوى بألم خفيف في منطقة أعلى البطن.
لا يجب السكوت إطلاقاً على جرثومة المعدة في حالة حدوث الإصابة بها، فجرثومة المعدة قد تكون مسئولة عن إصابة الجسم بالعديد من الأمراض المزمنة.
فقد تتسبب جرثومة المعدة في إصابة الجسم بقرحة الاثني عشر، وفي حالات أخرى، قد تتسبب جرثومة المعدة في إصابة الجسم بقرحة المعدة.
أّما الأمر الأكثر خطورة، فهو أن جرثومة المعدة قد تؤدي إلى إصابة الجسم بسرطان المعدة، لكن لا داعي للقلق فإمكانية تحول القرحة إلى سرطان، لا تتم إلا في حالات نادرة جداً، ولا تتم إلّا في حالات متقدمة جداً من مرض الجرثومة، لذلك يجب الانتباه إلى أعراض المرض حال ظهورها أو الشعور بها، فتركك للجرثومة تسرح وتمرح في معدتك، هو أمر في غاية المجازفة والخطورة.
تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة :
التشخيص الدموي
من خلاله يتم الكشف عن الأجسام المضادة، فوجودها إما يدل على الوجود الحالي أو السابق للجرثومة، وهو تشخيص سهل يتم إجراءه خلال عدة دقائق.
فحص اللعاب
للبحث أيضاً عن الأجسام المضادة. التشخيص بالمنظار، أي تؤخذ خزعة من جدار المعدة أثناء إجراء المنظار الهضمي، ويتم تحليلها.
التشخيص بفحص البراز
للبحث عن بقايا الجرثومة وهي خارجة من الجهاز الهضمي. علاج جرثومة المعدة هو أمر معقد، وليس أمراً سهلاً، بعد التشخيص وثبوت الإصابة بمرض جرثومة المعدة،يتم الشروع فوراً في العلاج، في محاولة لتدارك الوقت، والسعي إلى تقويض المرض والقضاء عليه نهائياً .
يتكون العلاج من شقين، شق دوائي صيدلاني، وشق عشبي يقوم على الطب البديل، بالنسبة للعلاج الدوائي الصيدلاني، يتم علاج جرثومة المعدة بمضادات حيوية قوية ومركزة، لمدة من 10 أيام إلى أسبوعين، عموماً بإمكاننا القول أن الأدوية المعالجة لجرثومة المعدة تكون إجمالاً، إمّا مضادات حيوية لقتل البكتيريا، أو مضادات لإفراز الحمض، أو مثبطات لمضخات البروتون، أو أدوية حماية جدار المعدة.