ما مقدار نقص النوم الذي يمكن أن يسبب تلفا في الدماغ؟
ما تأثير السهر على الدماغ؟ وهل يمكن تعويض قلة النوم في يوم آخر؟ وما مقدار نقص النوم الذي يمكن أن يسبب تلفا في الدماغ؟ وما تأثير القمر على النوم؟ وما الأطعمة التي يُنصح بتناولها للنوم الجيد؟ وماذا يعني النوم والفم مفتوح؟
السهر قد يسبب تلفا طويل الأمد للدماغ
أظهرت الدراسات الحديثة التي أُجريت على البشر والفئران أن السهر لوقت متأخر والحرمان من النوم قد يسببان تلفا طويل الأمد للدماغ.
وفي تقريره الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية، قال الكاتب أوليفر وانغ إن مراجعة بحثية نُشرت مؤخرًا في مجلة “اتجاهات علوم الأعصاب” (Trends in Neurosciences) حول التأثيرات العصبية طويلة المدى للحرمان من النوم لدى كل من الحيوانات والبشر.
أشارت إلى أدلة متزايدة على أن قلة النوم تؤدي على الأرجح إلى تلف طويل الأمد في الدماغ وزيادة خطر الاضطرابات التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر.
ويبين الكاتب أن فترات الحرمان الشديدة من النوم ضارة بالصحة، فقد استخدم الأرق القسري لعدة قرون أداة عقاب وتعذيب.
وفي أول دراسة تجريبية عن الحرمان من النوم -نشرتها العالمة الروسية ماريا ماناسينا عام 1894- أُجبرت الجراء على البقاء مستيقظة من خلال التحفيز المستمر، وماتت في غضون 5 أيام.
وعند فحص أجسادها بعد ذلك لاحظت ماناسينا أن “الأوعية الدموية نزفت وتآكلت الأغشية الدهنية”؛ وخلصت إلى أن “الحرمان التام من النوم أخطر من الحرمان التام من الطعام”.
وأجرت المراجعة البحثية الدكتورة سيغريد فيسي، عالمة الأعصاب بجامعة بنسلفانيا، والباحث زاكاري زامور.
وقال الكاتب أوليفر وانغ إن الحرمان من النوم أدى إلى موت الخلايا في أدمغة الفئران بعد أيام قليلة من تقييد النوم، وهي بداية أقرب بكثير لتلف الدماغ مما كان يعتقد سابقا .
كما تسبب أيضا في حدوث التهاب في قشرة الفص الجبهي وزيادة مستويات بروتينات تاو والأميلويد، التي تم ربطها بأمراض مثل مرض ألزهايمر وباركنسون.
هل يمكن تعويض قلة النوم في يوم آخر؟
الجواب يبدو لا، إذ أوضح الكاتب وانغ أنه بعد عام كامل من النوم المنتظم، ما زالت الفئران التي كانت محرومة من النوم في السابق تعاني من تلف عصبي والتهاب في الدماغ، وهذا بالنسبة للباحثين يشير إلى أن الآثار كانت طويلة الأمد وربما دائمة.
ومع ذلك -كما أفاد الكاتب- فقد قال العديد من العلماء إن البحث الجديد لا ينبغي أن يكون سببا للذعر؛ إذ قال جيروم سيغل عالم النوم بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس -الذي لم يسهم في المراجعة.
إن الأضرار العصبية تأتي في درجات، ومدى تأثير الحرمان من النوم على الدماغ البشري لا يزال غير معروف إلى حد كبير، كما أعرب عن قلقه من أن القلق غير المبرر بشأن الآثار طويلة المدى لنقص النوم يمكن أن يدفع الناس إلى محاولة النوم بشكل مفرط من دون الحاجة إليه مع تناول الأدوية المنومة.
ما مقدار نقص النوم الذي يمكن أن يسبب تلفا في الدماغ؟
قالت الدكتورة فيسي إن الحرمان من النوم “يمكن أن يؤدي إلى إتلاف الدماغ، وإذا حدث ذلك في الفئران، وقد ثبت أنه يحدث في أنواع أخرى، فمن المحتمل أنه يحدث عند البشر”، متسائلة” “ما مقدار نقص النوم الذي يمكن أن يسبب التلف؟
لكن بالنظر إلى كل ما سبق، فإن نحو أسبوع واحد من الحرمان من النوم قد يكون كفيلا حقا بإتلاف الدماغ إلى حد ما”.
ما تأثير القمر على النوم؟
تقول الكاتبة إيزابيلا لوبيز في تقرير نشرته مجلة “ستيب تو هيلث” (steptohealth) إن القمر يؤثر بالتأكيد على حالتي المد والجزر في المحيطات، ويقال إن له علاقة أيضا بسلوك الإنسان، ويؤثر على المزاج واتخاذ القرارات مع تغير شكله المرئي.
وتضيف الكاتبة أن بعض الشعوب تعتقد أيضا أن القمر يؤثر على النوم، خاصة عندما يكون البدر مكتملا، إذ يحتاج الناس وقتا أطول من أجل النعاس، وتتأثر جودة نومهم سلبا.
size: 17px;">
وكانت دراسة نشرت عام 2013 وجدت أن الأشخاص ينامون ساعات أقل عندما يكون القمر مكتملا.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة بازل في سويسرا، ونشرت في دورية “كارنت بيولوجي” العلمية. ودرس الباحثون 33 متطوعا، واختبروا أنماط نومهم، ولاحظوا أن التصوير الطبقي لدماغ المشاركين أظهر تراجعا بنسبة 30% في نشاطهم الدماغي المتعلق بالنوم العميق، عندما يكون القمر مكتملا.
كما لاحظوا أنه عندما كان القمر مكتملا احتاج المشاركون 5 دقائق إضافية للاستغراق في النوم، كما ناموا 20 دقيقة أقل مقارنة مع المدة التي كانوا ينامونها في أيام أخرى من الشهر، كما كان نومهم خفيفا.
ومع ذلك، فإن المعطيات العلمية الموجودة حاليا غير قاطعة، وليس من الواضح تماما إن كان القمر فعلا يؤثر على النوم.
ومع ذلك، فإن المعطيات العلمية الموجودة حاليا غير قاطعة، وليس من الواضح تماما إن كان القمر فعلا يؤثر على النوم.
أطعمة ينصح بتناولها للنوم الجيد :
قال الدكتور التركي مصطفى أوزدوغان إن الأرق وعدم النوم ساعات كافية ليلا يؤدي إلى انخفاض الطاقة خلال النهار.
وإذا استمر هذا الوضع فترة طويلة فقد يصاب الشخص بالعديد من الأمراض، وفي حال كنت تعاني من مشاكل في النوم أو تشعر بأنك لا تحصل على نوم جيد، فيمكنك استبعاد هذه المشكلة عن طريق التغذية.
وفي ما يلي الأطعمة التي تساعد على تحسين جودة النوم:
- اللوز .
- لحم الديك الرومي .
- شاي البابونج .
- فاكهة الكيوي .
- الأسماك الدهنية مثل السلمون .
- الجوز .
- الزبادي .
- الحليب ومنتجات الألبان .
- الموز .
- الشوفان .
ماذا يعني الفم المفتوح أثناء النوم؟
هل أنت من الأشخاص الذين يغطون في النوم العميق وأفواههم مفتوحة؟ قد يشير هذا الأمر إلى مشكلة صحية.
وتقول الكاتبة فاليريا ساباتير في تقرير نشرته مجلة “لا منتي إس مارافيوسا” (lamenteesmaravillosa) الإسبانية إن النوم بفم مفتوح يكون عادة موضوع تندر ومزاح بين الأصدقاء وأفراد العائلة، إذ يتم التقاط صورة للشخص النائم بهذه الطريقة في الليل أو في وقت القيلولة.
وحسب الأطباء، فإن هذا الموضوع ليس مجرد مزحة، ويجب الانتباه للأطفال الصغار الذين قد يعانون من حالة صحية تدفعهم للنوم بفم مفتوح وبشكل مستمر، لأن هذا قد تكون له تبعات صحية وخيمة.
وتشير الكاتبة إلى أن واحدا من المخاطر المرتبطة بالنوم والفم مفتوح هو توقف التنفس أثناء النوم، كذلك عندما يكون الفم مفتوحا تزداد احتمالات الشخير.
وتحذر الكاتبة من أن أفراد العائلة والأصدقاء يجب عليهم عدم التندر بهذا الموضوع أو الاستخفاف به، إذ إن جودة التنفس تنعكس بشكل مباشر على الحالة الصحية للإنسان بشكل عام.
ومن المشاكل التي يزيد خطرها أثناء النوم والفم مفتوح:
- تزايد خطر تسوس الأسنان .
- التهاب البلعوم وحكة في الحلق .
- الشخير .
وإذا كنت تنام وفمك مفتوح طوال الليل وتتنفس من فمك، فيجب عليك التوجه إلى الطبيب، الذي سيقدم لك النصائح أو العلاج اللازم، بعد استبعاد المشاكل التنفسية المحتملة.
النوم في ليالي الصيف الحارة :
قال الدكتور مختار فاتح بي ديلي، اختصاصي أمراض الأطفال، ومدير قسم الدولي في مستشفى ميديكال بارك بجامعة إزمير للاقتصاد؛ إنه “مع حلول الصيف واستمرار الموجات الحارة القياسية في كثير من مناطق العالم يعاني كثيرون من مشكلة صعوبة النوم، فالطقس الحار لا يتسبب في التعرق فقط، بل يسلب النوم أثناء الليل”.
وأضاف بي ديلي -في تصريحات لوكالة الأناضول- أن “الإنسان يظل في فراشه يتقلب يمينا ويسارا طوال الليل، وفي الصباح يستيقظ متعبا ومرهقا جراء عدم استطاعته النوم بسبب الحر .
وهذا يعد من العوامل الرئيسية التي تسبب الأرق؛ مما يؤدي إلى الإعياء وضعف النشاط الجسدي خلال النهار وصعوبة التركيز والشعور بالنعاس”.
وتابع “كل الأبحاث العالمية تدل على أنه من الصعب أن يتمتع المرء بنوم هانئ في درجة حرارة تزيد على 30 درجة مئوية، لذلك يجب أن تكون درجات الحرارة قريبة من 20 درجة مئوية من أجل التمتع بنوم مريح وهادئ خلال الليل”.
وفي ما يلي تدابير صحية نصح بها الدكتور بي ديلي للحصول على نوم مريح:
1- التحضير للنوم منذ الصباح :
من خلال فتح نوافذ وأبواب غرفة النوم وتهويتها بشكل جيد، كي يملأ هواء الصباح البارد جميع أرجاء الغرفة، وخلال النهار، يجب غلق جميع نوافذ الغرفة لتعتيمها باستخدام الستائر التي تمنع دخول أشعة الشمس الحارة إلى الغرفة، وفي المساء يمكن إعادة فتح النوافذ مع انخفاض درجات الحرارة لدخول الهواء.
2- تحديد موعد النوم والذهاب إلى الفراش:
للقضاء على مشكلات النوم في الصيف، يجب تحديد موعد ثابت للذهاب للفراش يوميا، فتغيير مواعيد النوم بسبب العطلات والسهر يؤدي إلى اختلال الساعة البيولوجية المسؤولة عن ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ.
3- التعرض لضوء الشمس صباحا :
يسهم التعرض في الصباح لأشعة الشمس في تحسين وظائف الجسم الحيوية خلال النهار، ويساعد في علاج اضطرابات النوم في ليالي الصيف الحارة، فالتعرض للضوء صباحا يؤدي إلى شعور المرء بالنعاس في وقت مبكر من الليل.
4- الحمام الدافئ :
إن حماما دافئا وعدم تجفيف الجسم بشكل تام قبل الذهاب للفراش يسهم في إزالة آثار العرق التي تتراكم خلال النهار، ويساعد في الاسترخاء والنوم الهادئ، والاستحمام بماء شديد البرودة يحفز الدورة الدموية، مما يزيد إنتاج الجسم للحرارة.
5– ارتداء ملابس نوم خفيفة :
يساعد ذلك على الاسترخاء وصولا إلى النوم، وينصح باستخدام الشراشف والأقمشة الخفيفة المصنوعة من الألياف الطبيعية القطنية في ملابس النوم والأغطية.
6- تناول وجبات طعام خفيفة :
تناول الوجبات الثقيلة والمشبعة بالدهون كافية لحرمان المرء من النوم طيلة الليل، ويتسبب ذلك في إرهاق وعسر الجهاز الهضمي طوال الليل.
7- الابتعاد عن تناول الكافيين في الليل:
الإفراط في تناول الشاي والقهوة يؤدي إلى الشعور بالأرق، وينصح بشرب 2 إلى 3 لترات من الماء على مدار اليوم.
8- ممارسة الرياضة الخفيفة :
إن التمارين الرياضية الخفيفة تعد من الأنشطة الجيدة المساعدة على النوم الهادئ وتخفف الأرق، مثل ركوب الدراجة نصف ساعة في وقت مبكر من المساء، أو المشي، مع تجنب الرياضات الثقيلة لأنها ترفع درجة حرارة الجسم وتزيد مستوى الطاقة مما يجعل النوم العميق أكثر صعوبة.
وحسب الدراسات، فإن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الهوائية 4 مرات في الأسبوع ينامون بجودة أفضل.
9- تقليل التعرض للأجهزة الإلكترونية:
ينصح بالابتعاد عن الهواتف النقالة والحواسيب والتلفزيون، خاصة قبل النوم، مع الحفاظ على مسافة مناسبة مع الشاشة أثناء مشاهدة التلفزيون للحصول على نوم هادئ بعيدا عن الضجيج والحرارة.
10- عدم وضع الغطاء على الأقدام أثناء النوم :
إن ترك أحد القدمين أو كلاهما من دون غطاء أثناء النوم في درجات الحرارة العالية ليلا يسهم في وصول الجسم إلى درجة حرارة مثالية.